''لم يكن بالنسبة لنا أستاذا إنما أبا وأخا وكل شيء..''

لم تمنع المصيبة التي حلت بعائلة
فاتح شيبان، رئيس بلدية تيمزريت، بولاية بجاية أن تستقبلنا في منزلها
المتواضع الكائن في قرية سيدي عبد الحق، ولا أن تودع ابنها، الذي اغتالته
مجموعة إرهابية مساء الأربعاء الماضي في حاجز مزيف، وداع الشهداء، بعدما
رافقت زغاريد النساء وهتافات الله أكبر خروج نعشه، فيما استحضرت لنا
والدته الحاجة ''زهرة'' كل ذكرياتها، من يوم ولادته إلى آخر يوم سمعت فيه
همسه.

استقبلتنا شقيقة فاتح شيبان في منزله العائلي صباح أمس، بشجاعة كبيرة
راضية بما حل بأخيها الذي ''رحل عنا في سبيل هذا الوطن''، تقول وهي تأخذنا
بين أحضانها لتجوب بنا أرجاء المنزل وتستقبل جموع المعزين ''لقد أحرقوا
كبدنا، ويتموا ابنه، ورمّلوا زوجته... لا يستحق أن يموت بهذه الطريقة
البشعة''.

ورافقتنا شقيقة المرحوم فاتح إلى القاعة التي وضع فيها نعشه لتمكيننا من
إلقاء النظرة الأخيرة عليه والتحدث إلى زوجته التي لم تفارقه منذ أن أحضرت
السلطات جثته ليلة الخميس الماضي من مستشفى سيدي عيش، لتنتقل بنا إلى غرفة
والدتها التي وجدناها طريحة الفراش تدعو له بالرحمة تارة وترتل القرآن
تارة أخرى.

وإن حرمها المرض من نعمة البصر إلا أن الحاجة زهرة لم تتوقف عن السؤال عن
شكل وجه ابنها فكل من يدخل عليها تطرح عليه السؤال نفسه ''كيف هو وجه
ابني؟ هل قام الإرهابيون بتشويهه؟'' ليكون الرد دائما ''إنه بخير ولم
يمسسه أي سوء''. تدعوني للجلوس على سريرها، وتمسك بيدي لتقول ''أستأنس بك،
فأنتم الصحفيون أيضا تكافحون كابني من أجل هذا البلد، فليحفظكم الله
وليعنكم في أعمالكم''، لتحكي لنا عن نشأته ومحاسنه ''اليوم يلتحق بإخوانه
الأربعة وأخته الذين توفوا قبله حديثي الولادة، وابنه البكر الذي لم يعش
إلا أياما معدودة، ليترك وراءه أمين وحيدا عن عمر لا يفوق 4 سنوات، وزوجة
من شيم النساء ترمل في عز الشباب''.

و تضيف، ويدها لم تفارقنا ''وضعته صغيرة وابنتي الكبيرة هي من ساعدتني في
تربية أبنائي الخمسة، فالحياة وقتها صعبة، لقد كان من يطل علي منذ وفاة
والده، كان يلازمني دوما ويحرص على تلبية كل مطالبنا، لن يخرج دون رؤيتي،
ولم يدخل يوما دون أن يسأل عني''، تسترسل ''طالبناه يوما أن يدرج الطريق
المؤدي إلى قريتنا ضمن مشاريع البلدية، إلا أنه رفض ذلك وظل يجيبنا بالقول
على عاتقي مسؤولية بلدية بأكملها وليس قرية فقط''.

وفي ساحة المنزل قابلتنا مجموعة من تلميذاته، لم تتمكن واحدة منهن أن تخفي
حزنها، تجهش إحداهن بالبكاء وتقول لنا ''لم يكن بالنسبة لنا أستاذا إنما
أبا وأخا وكل شيء، لم يعلمنا الفرنسية فحسب، بل الأخلاق، إنه رجل لا يستحق
الموت ولا أن يمسه أي شر''.

وولد السيد فاتح شيبان في بلدية تيمزريت في بجاية في 24 ديسمبر 1967، تولى
تدريس اللغة الفرنسية في ثانوية تيمزريت، ومسؤولية منسق المكتب البلدي
لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي ناضل فيه منذ نشأته، قبل أن
ينتخب في آخر انتخابات محلية رئيسا للبلدية.

thank you a looooooooooooot

شكرا لك

شكرا لك

قصة جميلة وفي نفس الوقت معبرة بارك الله فيك

» سؤال للجميع ما اجمل شيء باحياة بالنسبة لكم؟.