لم يكن طريق المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم FIFA 2010 مفروشاً بالورود. فبعد ستة أيام من إزاحته لمنتخب إنجلترا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، سيلاقي أبناء يواكيم لوف منتخباً أرجنتينياً مليئاً بالطموح. وستكون تلك المواجهة السادسة من نوعها التي تجمع هذين المنتخبين في تاريخ النهائيات المونديالية، كانت من بينها مباراتان نهائيتان سنتي 1986 و1990.
وتصب الأرقام لمصلحة منتخب المانشافت، بثلاثة انتصارات وتعادل واحد وهزيمة واحدة. وها هو اليوم يستعد لخوض مباراة ربع النهائي للمرة الخامسة عشرة على التوالي في تاريخه. ومع ذلك، يكاد يكون الفرق بين المنتخبين منعدماً.
أما مباراة ربع النهائي الأخرى التي سيشهدها نفس اليوم، فسيقابل خلالها بطل أوروبا، المنتخب الأسباني، حائطاً باراجويانياً صلباً لم يتلق سوى هدفاً واحداً منذ انطلاق النهائيات، شأنه في ذلك شأن المنتخب الإيطالي في هذا الدور خلال نسخة 2006.
مباريات اليوم
الأرجنتين–ألمانيا، كايب تاون، عند الساعة 15:00
باراجواي–أسبانيا، جوهانسبرج، (إيليس بارك)، عند الساعة 19:30
المباراة
الأرجنتين – ألمانيا
بعد أربع سنوات من مباراة ربع النهائي التي حسمت نتيجتها عن طريق ركلات الترجيح، يعود المنتخبان الأرجنتيني والألماني للنزال وجهاً لوجه في نفس المرحلة من المنافسات، لكن هذه المرة في ظل ظروف مغايرة. فالكتيبة الألمانية بقيادة يواكيم لوف تتميز بالتمرس وتُغري جميع المتتبعين والملاحظين. كما أن الإنسجام الحاصل بين الجيل الجديد الذي يمثله مسعود أوزيل وتوماس مولر تَحَقّق بهدوء وروية بفضل حضور لاعبين متمرسين من أمثال باستيان شفاينشتايجر وميروسلاف كلوزه. وبما أن المنتخب الألماني الحالي هو الأصغر الذي يشارك في نهائيات كأس العالم FIFA منذ 76 سنة، فإن ذلك يثبت أن الموهبة لا عمر لها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هؤلاء اللاعبين يتمتعون بقدر لا يستهان به من التجربة في الأندية التي يلعبون فيها.
أما المنتخب الأرجنتيني، فيظل وفياً لتاريخه: دفاع صلب، لاعبان في منتصف الميدان يخصصان كل جهدهما لاستخلاص الكرات، وعبقري صغير يتولى مهمة التوزيع، وثلة من المهاجمين يتميز كل منهم عن الآخر بمواهبه الكثيرة. أضف إلى ذلك مقداراً مهماً من الشخصية الكاريزمية التي يتميز بها الداهية دييجو مارادونا لتحصل على منتخبٍ طموح ومتكامل في جميع خطوطه ويأمل بمشروعية ومنطق في حمل كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه. لكن قبل ذلك، سيتوجب عليه تجاوز العقبة الألمانية الكأداء.
لاعبون تحت الضوء
خوستو فيلار (باراجواي) – الإعصار الأحمر
يمكن القول أن الحياة تبتسم لخوستو فيلار، الذي يبلغ من العمر ثلاثاً وثلاثين سنة، إذ لم يسمح حارس عرين منتخب باراجواي باهتزاز شباكه سوى من هدف يتيم منذ انطلاق النهائيات، وكان أمام المنتخب الأزوري، حامل اللقب. إلا أن مصدر قلقه قد يكون بسبب مواجهته المرتقبة مع خصومه الذين تعوّد ملاقاتهم في الدوري الأسباني الممتاز، وهو الذي يحرس شباك نادي بلد الوليد منذ سنة 2008. غير أنه تلقى خلال الموسم الحالي ثلاثة عشر هدفاً في مباريات أمام أندية برشلونة وفالنسيا، سجل دافيد فيا اثنين منها، وتشابي واحداً وبيدرو آخر. ويعكس هذا النزال بشكل صريح كل معطيات مباراة منتخبي باراجواي وأسبانيا بين تشكيلة باراجواي قوية ذات دفاع صلب ولا تحبذ المغامرة، وبين أبطال أوروبا الذين يتميزون بطريقة لعب نشيطة تعتمد لمس الكرة، ولديها إمكانات هجومية كبيرة. ومن شأن ذلك أن يقلق راحة فيلار.
ماذا قالوا...
"لقد خسرت الرهان (مع مارادونا) لأني لم أسجل هدفاً. أما الآن، فأنا أعتزم أن أبذل كل ما في وسعي كي أسجل،"
– مهاجم المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي نقلا عن موقع الفيفا