النوم حاجة عامة لدى الجميع، وليس الأهل فقط الذين يسوء مزاجهم عندما يضطرب نومهم ويتقطع. أظهرت الأبحاث أن الأطفال الرضع الذين ينامون جيدا في الليل يكونون عامة مرتاحين وسعداء خلال النهار، في حين أن الأطفال الذين لا يحظون بنوم هانئ يكونون عادة سريعي الغضب والانفعال. لهذا السبب، من المفيد لكم ولطفلكم على السواء اعتماد بعض الطرق التي تساعد طفلكم على النوم عميقا وهانئا.
الخيار لكم
قبل أن تبدأوا بتطبيق أي نوع من التدريب على النوم، عليكم أن تكونوا صادقين وصريحين مع أنفسكم. حاولوا التقيد بالخطوات التمهيدية التالية للاقتراب من تحقيق هدفكم:
1 حددوا مكامن قوتكم ومكامن ضعفكم كأم أو كأب
2 اكتبوا ماترغبون في تحقيقه من الناحية المثالية: هل من المهم لكم أن تحظوا بنوم غير متقطع بدءا من منتصف الليل، أو أن يذهب طفلكم إلى الفراش في الساعة السابعة مساء، حتى وإن عنى ذلك أن يستيقظ عدة مرات خلال الليل لكي
يرضع؟
3 استفيدوا من هذا التقييم الصريح لكي تختاروا الطريقة الأكثر قابلية للنجاح بالنسبة إليكم، ثم كيفوها، إذا دعت الحاجة، لكي تتناسب مع حاجات عائلتكم المحددة
ومهما فعلتم لا تتقيدوا بطريقة معينة لمجرد أنكم تشعرون أنه يتوجب عليكم ذلك، أو لأن أشخاصا آخرين يؤكدون لكم أنه الطريق الصحيح. وعندما تقررون الاستراتيجية والقواعد الأساسية التي ستعتمدونها كونوا جاهزين للالتزام بها.
الاستعداد للنوم
إذا كنت من النساء اللواتي ينهرن على الأريكة في نهاية النهار، فقد تشعرين أنك على أتم الاستعداد للنوم - لكن تحضير طفلك للنوم هو شأن مختلف تماما..
مهما تكن الاستراتيجة التي تعتمدونها، هنالك بعض الأمور الأساسية التي يجب الاهتمام بها أولا والتي تزيد من فرص نجاحكم..
الالتزام
إن تعويد طفلكم على النوم بشكل جيد أمر لن يتم بين ليلة وضحاها.. وإذا كنتم قد عانيتم من فترة طويلة من النوم المتقطع، فإن اتباع خطة معينة للنوم قد تجعل نومكم أثر سوءا في المرحلة الآولى وتحتاج إلى شيء من العزم والتصميم.. كما أن البدء بخطة جديدة للنوم ثم التخلي عنها بعد يومين أو ثلاثة لن يعود عليكم وعلى طفلكم بأي فائدة.. فضلا عن ذلك فمن المرجح أن تكون الأمور أصعب في محاولتكم التالية، لأن طفلكم يعلم أنكم ستتراجعون وتستسلمون بعد يومين أو ثلاثة أيام..
الاستراتيجية.. تأكدوا من أنكم مستعدون للالتزام بالخطة قبل أن تبدأوا بها..
التنظيم
قد ينفذ صبرك ويصيبك الإرهاق فتقررين أن هذه الليلة هي الليلة التي ستنفذين فيها خطتك، لكن إن بدأت الخطة قبل موعدها فستجدين أن همتك ستضعف في ساعات الفجر الأولى..
الاستراتيجية.. حاولوا البدء بتطبيق خطة النوم الجديدة في وقت لا تكثر فيه التزاماتكم وواجباتكم..
الدعم والمساعدة
إذا كان لطفلكم نمط ثابت من النوم المضطرب والمتقطع في الليل، فستكون الأيام الأولى من التدريب على النوم صعبة بالنسبة لكم وله.. وقد يشعركم ذلك بالوهن وبشيء من الدوار في صباح اليوم التالي.. ولمعالجة هذا الوضع، سوف تحتاجين إلى أكبر قدر ممكن من المساندة والعون خلال هذه الفترة العصيبة..
الاستراتيجة.. اطلبوا من الأصدقاء أو الأقارب أو الجيران أن يهتموا بالطفل لساعتين خلال النهار، بحيث تتمكنون من تعويض قسم من فترة النوم التي لم تنالوها..
احتياطات السلامة والأمان
تتضمن كافة استراتيجيات النوم الناجحة مسألة ترك الطفل وحده في النهاية.. لكن لا يمكنكم تركه بمفرده إذا كنتم قلقين من احتمال أن يؤذي نفسه..
الاستراتيجة.. تأكدوا من سلامة سريره ومن عدم وجود ألعاب قد تسبب اختناقه أو تؤذيه.. وإذا كان طفلكم في سرير يمكنه تسلق جوانبه والخروج منه، احرصوا على أن تكون غرفته آمنة.. وإذا كان بإمكانه الوصول بسهولة إلى السلم، احرصوا على وضع عراقيل على الدرج بشكل محكم..
معالجة عادات النوم عند الطفل
نصائح عملية
لحسن الحظ لا يتطلب الأمر وقتا طويلا لتعليم الطفل أن الليل مخصص للنوم..
1 ينبغي ألا تتجاوز عمليات الرضاعه وتغيير الحفاض في الليل إطارها الوظيفي: ابقوا النور خافتا وحاولوا ألا تتحدثوا إلى طفلكم (إذا اضطررتم إلى الكلام، ابقوا صوتكم منخفضا وخافتا) ولا تنظروا في عينيه مباشرة..
2 لا تمارسوا أي نشاط "نهاري" بعد إرضاعه وتغيير حفاضه، وأعيدوه فورا إلى سريره..
3 إذا حاول جذبكم للعب معه، أعيدوا تهدئته مستخدمين الطريقه التي وقع اختياركم عليها..
بالمقابل، من المفيد أن تحفزوا أطفالكم وتشغلوهم وتغروهم بالمشاركة في أنشطة مختلفة قدر الإمكان ما تستطيعون خلال النهار.. فمن شأن ذلك ليس فقط إفهامه أن النهار هو لإقامة العلاقات مع الآخرين وللتسلية والتعلم، ولكن سيشجعه أيضا أن يبقى مستيقظا أثناء النهار، الأمر الذي يجعله متعبا مع حلول المساء..
تحديد موعد ثابت للنوم كل ليلة
يحب الرضع والأطفال الصغار الروتين: فهو يساعدهم في فهم العالم المحيط بهم ويعطي مفهوما وشكلا محددين ليومهم.. ويصح ذلك أيضا فيما يتعلق بموعد النوم، بقدر ما يصح في أي جزء آخر من اليوم..
متى يمكنني أن أبدأ؟؟
لا يوجد عمر مبكر جدا للبدء بتعليم طفلكم أن يهدأ وينام لوحده.. وعلى أية حال، إذا لم ينشأ عند الطفل رابط بين التهدئة والنوم، فإنه لن يفتقد أبدا إلى ذلك.. ولكن، إذا كان الطفل متوعك الصحة، فعليكم تأجيل البدء بأي برنامج آخر حتى يسترد عافيته تماما، وإلا فقد يكون من الصعب الجزم بأن الانزعاج الذي يشعر به يعود إلى تكيفه مع الروتين الجديد أو إلى الانزعاج بحد ذاته..
1 ضعوا دائما طفلكم في السرير وهو لا يزال مستيقظا.. إذا كان يميل إلى الاستسلام تدريجيا للنوم أثناء الرضاعة، حاولوا توقيف الرضاعة في وقت أبكر بقليل (فقد نال حاجته أساسا من الحليب)، أو دغدغوا أصابع قدميه عندما تضعونه في السرير..
2 ضعوا دائما طفلكم في السرير وأنتم تقولون له نفس الجملة الخاصة بموعد النوم.. كرروا هذه الجملة كلما توجب عليكم إعادته إلى سريره، بحيث تعمل بالنسبة إليه "كمحفز" للنوم يبعث فيه الطمأنينة..
3 هدئوا طفلكم لينام باعتماد الطريقة نفسها دائما.. سواء كنتم تضعونه في السرير استعدادا للنوم في الليل أو لأخذ قيلولة خلال النهار، أو كنتم تعملون على تهدئته بعد بكائه في الليل (رغم أنه قد يكون من المستحسن تغيير جملة موعد النوم قليلا عن جملة قيلولة النهار)..
4 إذا أردتم تهدئته في الليل، حاولوا القيام بذلك من دون حمله..
5 لا تغيروا شيئا في غرفته بعد أن ينام.. لا تبدؤوا بإطفاء أو إضاءة الأنوار أو بإعادة ترتيب الأثاث، حيث أن ذلك سيجعل من الصعب عليه أن يهدأ ويعود ثانية إلى النوم عندما يستيقظ بين أطوار النوم..