تعود كرة القدم للنبض بقوة مرة أخرى على مستوى القارة الأفريقية بعد نهاية فعاليات كأس العالم جنوب أفريقيا FIFA 2010 مع إنطلاق الأدوار الحاسمة من مسابقة دوري أبطال أفريقيا CAF.
والصراع على لقب ملك الأندية الأفريقية محصور حاليًا بين ثمانية أندية قسمت إلى مجموعتين وهي أنديةتي بي مازيمبي الكونجولي ووفاق سطيف الجزائري والترجي التونسي وديناموز بطل زيمبابوي في المجموعة الأولى بينما ضمت المجموعة الثانية أندية هارتلاند النيجيري وشبيبة القبائل الجزائري وناديين من مصر هما الأهلي والإسماعيلي.
موقعة متكافئة في ملعب "النار"
وسيدشن دوري المجموعات بالمباراة الافتتاحية يوم الجمعة بين فريقى وفاق سطيف الجزائري والترجي التونسي بملعب 8 مايو والخاص بالفريق الجزائري والشهير كذلك بملعب "النار" لما يلقاه الفريق من مساندة كبيرة من جماهيره الوفية والتي دوما ما تملأ الملعب، والمقدر سعته بثلاثين ألف متفرج، فى مثل هذه اللقاءات، وقد أعد الفريق الجزائري العدة لهذا الديربي المغاربي وقد تعددت المواجهات بين فرق شمال أفريقيا وكان آخرها مباراة جمعت بين ذات الفريقين فى إطار منافسات بطولة شمال أفريقيا وكان الفوز فيها من نصيب الفريق الجزائري الذي عاد من معسكر إعدادي في تونس بمدينة حمام بورقيبة دام 10 أيام كاملة وشهد إجراء مواجهتين مع فريقي قابس وسوسة اللذين ينشطان في الدرجة الأولى التونسية، وقد تمكّن الفريق من الفوز في المواجهتين الوديتين مما أعطى انطباعا قويا بأن التشكيلة جاهزة.
غير أن مشكلة الإصابات ونقص التحضير البدني ظهرا جليا بعد أن أصيب كل من حاج عيسى وغزالي في البداية، ثم طالت الإصابات جابو ومترف والذي تأكد غيابه عن مواجهة الترجي بينما مازالت الشكوك تحوم حول اللاعبين الباقين.
ويعول المدرب الجزائري نور الدين زكري على عامل الأرض المتمثل في دعم الجمهور المحلي لتحفيز لاعبيه، فضلا عن الأرضية الصناعية للملعب، التي تعود عليها الوفاق لسنوات، وفي المقابل فإن الفريق التونسي أنهى استعداداته بفوز ساحق على غريمه المحلي الصفاقصي بأربعة أهداف نظيفة في المباراة الودية التي جمعتهما قبل توجهه للجزائر ورغم ان المدرب المخضرم فوزي البنزرتي سيفتقد مجهودات هدافه الأوحد النيجيري إنرامو والذي تخلف فى تونس للإصابة فإن الفريق يعتمد كثيرا على مجهودات الظهير الأيمن الغاني هاريس أفول والمتألق يوسف المساكني.
ورغم أن فريق ديناموز سيواجه اختبارا حرجا للغاية باستضافته حامل اللقب فريق تي بي مازيمبي الكونجولي فإن ممثل زيمبابوي تحدوه آمال كبيرة في إحداث المفاجأة وخاصة بعد النجاحات التي حققها قبل عامين فى نفس المسابقة حينما ضمت مجموعته أندية عريقة بحجم الأهلي والزمالك المصريين وأسيك الإيفواري ورغم ذلك نجح في العبور للدور التالي بمرافقة الأهلي المصري ويتضح ذلك في تصريح مدربه السابق دافيد مانديجورا : "مجموعتنا صعبة بكل تأكيد ولكننا محظوظين بإستضافة حامل اللقب في المباراة الأولى والفوز عليه سيكون دافع لنا لتحقيق مزيد من النتائج الجيدة والعبور للدور التالي"
أكثر من مجرد مباراة كرة قدم بين "الدراويش" و"الكناري"
تقديم دوري أبطال أفريقيا CAF
وسيترقب الجميع موقعة أخرى في المجموعة الثانية تجمع بين فريق الإسماعيلي المصري وشبيبة القبائل الجزائري ولا يتوقف الأمر عند كونها مباراة هامة على المستوى الفني فقط، ولكن تتمثل صعوبتها في نواحي لوجيستية وتنظيمية حيث تعلق كل من الجزائر ومصر آمال كبيرة على عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها بعدما تأثرت بشدة ووصلت الى درجة سيئة حتى على المستوى السياسى والشعبى بين البلدين عقب تصفيات كأس العالم FIFA والتى شهدت إقصاء المنتخب الجزائرى لنظيره المصري في واحدة من أكبر المفاجآت وما أعقبها من توتر شديد وفتور في العلاقة بين الطرفين ولكن ظهرت بوادر إيجابية للغاية متمثلة في الاستقبال الحافل الذي لقيه الفريق الجزائري فور وصوله للقاهرة ويترقب الجميع عن كثب صدق النوايا من الطرفين في المباراة التى سيحتضنها ملعب مدينة الإسماعيلية والمعروف عن جماهيرها كونها واحدة من أكثر الجماهير شغفا وحماسا في مصر ولكن لم يمنع ذلك الطرفين من التأكيد على وجود مشاعر صادقة لرأب الصدع من خلال كرة القدم مع الإحترام المتبادل بين الطرفين كما قال محمد أمين لاعب الشبيبة: " أكيد المواجهة ستكون صعبة للغاية، سنواجه فريق كبير ومحترم يملك تاريخ محلي وقاري كبير، كما أن نادي الإسماعيلي صعب المنال داخل قواعده، أظن أننا سنلقى عدة صعوبات أمام هذا النادي"
ويواجه الفريق المصري مشاكل جمة على المستوى الفني قبل المباراة وخاصة في ظل النقص العددي بين أبناء المدرب الهولندي "مارك فوتا" والذي نزل عليه خبر إصابة اللاعب حسني عبد الربه بالرباط الصليبي كالصاعقة ليتأكد غيابه عن المباراة وهو الذي كان يعتمد عليه المصريون لقيادة زملائه في تلك المغامرة الأفريقية وذلك بالإضافة للنقص الرهيب في الزاد البشري على مستوى المهاجمين الذي يعاني منه الفريق المصري بوجود مهاجم وحيد متاح فى قائمته وهو محمد محسن أبوجريشة.
بينما أنهى "الكناري" إعداده للمبارة بعد معسكر جيد بالمغرب بقيادة مدربه السويسرى "ألان جيجر" وتبدو معنويات اللاعبين وثقتهم كبيرة في تحقيق نتيجة إيجابية.
وفي المواجهة الثانية بالمجموعة، سوف يستضيف فريق هارتلاند النيجيري وصيف النسخة الماضية، الأهلي المصري، ويواجه الفريق النيجيري تحد كبير وخاصة بسبب تردي الأوضاع التنظيمية داخل الفريق بداية من شكوى اللاعبين طوال الموسم المنقضي في الحصول على رواتبهم ومرورا بإقالة الجهاز الفني بالكامل قبل خمسة أيام فقط من موعد المباراة وتعيين جهاز فني جديد بقيادة النيجيري الدولي السابق "سامسون سياسيا" والذي سيواجه ضغوط كبيرة لتحقيق الفوز على العملاق المصري على حسب تعبير كايتان نيكوبارا المتحدث الرسمي بإسم الفريق النيجيري: " لقد وضعناه في هذا المنصب ونقدم له كل الدعم من الإدارة واللاعبين ولكننا في الوقت نفسه لن نرض منه بأقل من الفوز على البطل المصري"
وللمرة الأولى منذ ست سنوات سيغيب اسم المدرب البرتغالي مانويل جوزيه عن الفريق المصري بعدما اقترن به لفترة طويلة وحقق معه العديد من الإنجازات والألقاب ليضع الأهلى على عرش القارة الأفريقية منفردا ويأمل المدرب الوطني حسام البدري في تحقيق نجاحات مماثلة بعدما قضى الفريق ما يقرب من إسبوعين في معسكر أوروبي نموذجي ولا توجد مبالغة في التأكيد على أنه أفضل الفرق التي استعدت لهذه المسابقة من بين الأندية الثمانية.
من موقع فيفا