مرحا مرحا .. دورينا (المتواضع) هو صانع الفرحة

ما إن أطلق حكم اللقاء النهائي بكأس الأمم الأفريقية 2008 صافرة نهاية البطولة بتتويج مصري للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي حتى سارع "أعداء النجاح" محاولين "تلفيق" أسباب للفوز والتقليل من حجم الإنجاز الكبير ، فالبعض أرجع السبب إلى أن نجوم المنتخبات الأفريقية يخشون الإصابة ، بينما لم يستطع البعض إيجاد أي أسباب فذكروا أن المنتخبات الأفريقية لم تأخذ وقتها الكافي في الاستعدادات للبطولة! وربما نسى أو تناسى البعض أنهم من أبناء ذلك الوطن الذي رفع الكأس قائده أحمد حسن ، وبالرغم من أنها حجج واهية "بلهاء" إلا أنها قد تعمقت في نفوس بعض القراء الذين عانوا من التناقض بين مقالات الصحفيين بين مساند ومعارض حتى في أبسط الأمور ، وبالطبع الإجابة عن تلك الحجج أو غيرها بسيط ، فما ذنب المصريين من عدم ولاء النجوم لمنتخباتهم الكبرى ، بينما الاستعداد لفترة قليلة فهو يرجع للجهاز الفني لتلك المنتخبات التي رأت أن مشاركة نجومها مع أنديتهم الكبرى أفضل بكثير من مجرد الدخول في معسكرات واللعب ضد أندية "درجة عاشرة".

إلا أن تلك "الشرذمة" واصلت محاولاتها مرة أخرى ، إلا أن ضربتها كانت أشد بعد الفوز ب 48 ساعة لا أكثر ، فهاجمت المنتخب المصري للسفر إلى الإمارات لحضور حفل تكريم الأبطال ، وحاولت أن تجلب صور غير حقيقية عن التكريم واصفة بأنه كان نوع من الإهانة للمنتخب المصري!.

وبعد ذلك ظهرت قضية عصام الحضري ، وربما ندم أولئك الكتاب في أنهم لم يكن لهم بصمة في قضية الشارع العربي هذه المرة برغم عدم توقف أقلامهم عن الكتابة عن قضية الحضري ، لتأتي الضربة هذه المرة موجهة ضد الدوري المحلي.

المقالات التي ظهرت مؤخراً من كتاب مصريين سواء في الصحف المصرية أو المواقع الإلكترونية واصفين دورينا بأنه الأسوأ عالمياً نظراً لوجود فريق مسيطر على الألقاب المحلية وهو النادي الأهلي ، لأنه اقترب من تحقيق لقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي ، في محاولة فاشلة لبث نوع من الحقد والضغينة بين مشجعي الأندية في مصر.

ربما لا تكون الحقائق كافية في بعض الأحيان للخروج بنتيجة أو استنتاج يقتنع به أعداء النجاح ، ولذا فإن المقارنة هي الحل الأمثل لذلك ، فإذا قارنا الدوري المصري بالفرنسي أو بمعنى أدق النادي الأهلي بنادي ليون الفرنسي ، نجد إن النادي الفرنسي في طريقه لتحقيق لقب الدوري للمرة السابعة على التوالي بلا منافس في حين أن النادي الأهلي سيكون درع الدوري هذا العام هو الرابع على التوالي ليس إلا ، فلماذا لم نجد الدوري الفرنسي في المرتبة الأخيرة في ترتيب الدوريات العالمية إذا كان الأمر يقاس بهذا الشكل؟!؟ ، وقبل أن يهرول أياً منهم للكتابة عن ضعف الدوري الفرنسي في عمود في إحدى صفحات الكرة الأوروبية أذكره بالمثل القائل "كن ذكوراً إذا كنت كذوباً" لأنهم مجدوا -منذ أقل من شهر- الدوري الفرنسي حينما صرحت صحيفة ليكيب بأن الأندية الفرنسية عليها أن تسارع للتعاقد مع نجوم المنتخب المصري المتوج أفريقياً ، وزاد ثناؤهم ومديحهم له بعدما تناقلت وكالات الأنباء محاولة نادي مرسيليا الفرنسي التعاقد مع البلدوز عمر زكي مهاجم الزمالك وأمير القلوب محمد أبو تريكة ، فهل لهم أن يغيروا آراءهم مدعين بأنهم قد نسوا أن الدوري الفرنسي حقق لقبه فريق واحد لمدة ست مواسم متتالية!!!.

بالطبع لا أقصد أي إهانة للدوري الفرنسي الكبير والذي يعد في طليعة الدوريات العالمية وأحد أقوى 10 دوريات على الإطلاق ، وهو منجم ذهب ومصدر حقيقي لنجوم كبار وخرج منه أساطير أمثال زيدان وهنري وريبري وإيسيان وديارا في العقد الأخير ، ولا بد أنه سيظل على نفس المنوال في ظل وجود لاعبين أمثال بن زيمة وبن عرفة وسمير نصري وغيرهم إلا أنه كان لا بد ذكر اسم هذا الدوري رداً على الشرذمة الساعية لمحاولة عمل صراع بين عشاق الكتيبة الحمراء وجماهير الأندية الأخرى.

كلمة أخيرة : من وصف الدوري المصري بأنه فاشل لعدم وجود صراع على البطولة هم أنفسهم من وصفوه بأنه كبير قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2008 في حملة مبكرة للهجوم على حسن شحاتة الذي ألجمهم في النهاية وعاد بالكأس وأبهج المصريين والعرب جميعاً وكان هدفهم بالطبع المساواة بين الدوري المحلي والدوريات الأوروبية لكي لا يتركوا للمعلم أي حجة لتبرير موقفه في حال العودة بدون لقب البطولة ، و ما أرخص الجمل لولا الهرة وما أرخص دورينا بدون النادي الأهلي الواجهة المميزة للكرة المصرية في المحافل الأفريقية والدولية ، والذي يشكل 40% على أقل تقدير من قوة الدوري المصري ، ويشكل نجومه الكبار من القوة الضاربة في المنتخب القوي نسبة لا تقل عن سابقتها ، ووجود مثل أولئك في مجال الصحافة منبر الحق والعدل والقيم والمبادئ يسيء إليها ويسبب المشاكل بين عشاق الكرة في أي مكان حول العالم ، وإذا كان دورينا في نظرهم فاشل في ظل وجود القلعة الحمراء فنحن نفتخر بوجوده مادام هو مصدر البطولات للمنتخب القومي ، ومرحا مرحا بدورينا مادام هو سبب الفرحة ، تلك الفرحة التي لازال أثرها عالق في أذهان العرب جميعاً.