عيناه

عَيِنَاهَاْ ..
تَيّاراً مِنْ بَحَرْ ..
شَدّنِيْ إِلِيّهِ بِقُوهْ ! ..
فَإذا بي أغرَّقْ ..
لأَنّنيِ لاَ أَعّرِفُ الَّغُوُصَ ..
وَ قَبّلْ أَنَّ أَغّرَقْ ! ..
تَمَنّيِتُ أَنَّ أَغّرَقْ وَ أَغّرَقْ ..
جنوناً حَلّ بي !
فهل عاقلاً يهوى الموت ؟ ..
بل قمة العقل جنوني ..
فالغرقُ في بحر العينين ..
نجاةٌ من جفاف الأرض ..
و إقامة أبدية ! ..
ببحراً لا تضاهيه المحيطات ..
و شواطئاً سوداء ..
قد عبر من خلالها قلبي ..
و أرتمى بسواحلها جسدي ..
فتذوقت الملوحة عذوبةً ..
و أمتلأت عينايَ نظراً ..
و أستقر قلبي على شاطئها ..
الَّمُمّتلئِ غَرَاماً ..
فغنيتُ وسلطنتُ ..
فما أجمل الأغاني البحريه ..
و القصص الشاطئيه ..
و النظرات الطاهرة سحراً ..
و الحواجبُ لسفن النظرات ميناء ..
و أستقر قلبي على شاطئها ..
و أصبح ملكاً ..
لا يملك عرشاً ولا كنوز ..
بل يملك أجمل العيون ..
عيوناً بها السر المدفون ..
بها البحر ..
الذي بنظراته ..
كالدر المكنون ..
::
::
[ همسة إليها ] ..
ذابت بين أحضاني ..
كقطعة سكر ..
كأن حضني أبريق الشاي ..
وكأنها لذة الطعم ..
سكراً بكلامها ..
و سكراً بشفاهها ..
خطرٌ عليها ..
من حشرات الأرض ..
أن تهاجم شفتيها ..
تحسب أشعاري جمالاً ..
وإنما بداية شعري سخافاتٌ ..
ولكن عندما يتعمق شعري بها ..
يصبحُ كلاماً كلذة السكر ..
قالت وبكل غرورٍ ..
إن أستطعت خطف قلبي ..
فهو لك ..
فقلت خطف قلبُكِ ..
حلالاً قد أحله شرعي ..
و قضت بحكمه محكمتي الموقره ..
فهيَّا لنسافر ..
قلبين كعصفورين في السماء ..
::
نبض / بندر الحربي ..