مثلما وعد أوسكار فيلوني المدير الفني للوداد أنصار الفريق إلى رد الدين بالجزائر، واستعادة الحلم الضائع، مثلما اعتمد الفريق هذه السيكولوجية ليتأهب بكل قدراته وحماسته للموعد العربي الكبير بالجزائر.
وإذا كان المراقبون يؤكدون على الوداد كثيرا ما نجح في رهانات الفوز بالألقاب خارج أرضه، فإن الحلم الجديد لا يعدو تصورا بذات النبرة السابقة، لأن نزال الوداد يختلف شكلا وصورة على المواقع الماضية، ويختلف أيضا حتى على مستوى الأندية الكبيرة وبحساسيات مفرطة للجوار، وشوفينية السياسة التي تضغط على الرياضة بأرض الجزائر.
النهائي القادم، وإن كانت طبائعه محمولة بتوابل عدة للصراع الكروي وليس السياسي، يعتبره الوداد جسرا لموسم لابد أن يكون منتهيا بلقب دون غيره من الألقاب التي ضاعت منه إن على مستوى الدوري المغربي أو كأس العرش التي خرج منها صاغرا أمام شباب هوارة في أقوى قضايا الساعة التي روج فيها قلب الإقصاء الودادي إلى تأهل بالقلم، قبل أن يدافع شباب هوارة على قضيته وينتصر لاستئنافه، ما يعني أن الحلم الوحيد للوداد وإن كان نصفه المالي قد ضمن عربيا بالدولار، لن يكون إلا برفع وثيرة الأحلام والمال لكسب أقوى من نصف المليون دولار بقيمة اللقب العربي.
وعلى وثر وموازين هذا الحلم العربي الكبير في شقه الأصيل بين بلدين مغاربيين، كان الوداد قد غادر المغرب السبت الماضي برأس شبه مرفوعة لا متخوفة من إعصار مغترب ينتظره بالجزائر برغم الضغوط والاستفزازات التي لقيتها العناصر الودادية في تحضيراتها الخاصة بالمغرب من لدي أنصارها، وهو ما مهد لإدارة النادي الإسراع بالرحيل نحو الجزائر للتركيز أكثر وبحصص مران غير متعبة ومجهدة بدنيا، وبإستراتيجية فنية يقول عنها أوسكار بالمغايرة تماما عن لقاء الذهاب.
وكان فريق الوداد قد غادر الدار البيضاء السبت الماضي ووصل الجزائر في ذات اليوم، قبل أن يدخل حصص مرانه اليومي، من دون لاعبيه الأساسيين في قيمة الحارس الدولي كريم فكروش ورجل الوسط يونس المنقاري بداعي حضورهما مع المنتخب المحلي، قبل أن يلتحقا بالوداد يوم الأحد للدخول مباشرة في التدريبات اليومية.
وفي موضوع ذي صلة بمباراة النهاية وضعت السلطات الجزائرية بتنسيق مع الإتحاد المحلي لكرة القدم ومسؤولي نادي وفاق سطيف، كل الترتيبات اللازمة لإجراء النهائي في جو من المسؤولية والروح الرياضية، سعيا من وراء ذلك تغيير الصورة المقلقة التي كان مسؤولو الإتحاد العربي يتخوفون من خلالها عدم قدرة وفاق سطيف على تنظيم حفل النهائي بالمقام اللائق به.
وارتباطا بموضوع وفاق سطيف فقد دخل تربصه التحضيري المغلق يوم الاثنين 19 مايو بالمركب العسكري بالبليدة تحت إشراف مباشر من المدرب المساعد عبد الحكيم بوقنارة خلفا للفرنسي سيموندي الذي اشترط عليه رئيس النادي عبد الحكيم سرار بالبقاء مع الفريق شريطة عدم الاتصال المباشر باللاعبين، بحكم أنهم لا يرغبون في التعاون معه كإطار.
كما أن التربص شهد غياب المهاجم فريد الطويل هداف النادي ومسجل الهدف الوحيد بالدار البيضاء في لقاء الذهاب بداعي الإصابة الخطيرة في الركبة، وبرغم كل التحضيرات للأطراف المذكورة يظل سحر الحلم العربي للكأس متوهجا بالجزائر، ومن يفز فالرياضة العربية هي الفائزة لروح وحماسة الكأس المراهن عليها لاحقا لدخول أكبر الأندية العربية.
الجدير بالذكر أن نهائي وفاق سطيف والوداد سيجرى يوم الخميس 22 مايو، فيما آل لقاء الذهاب بالمغرب لفائدة وفاق سطيف بهدف نظيف وقعه المصاب فريد الطويل.
وفي هذا الصدد ولتحفيز لاعبي وفاق سطيف للفوز بلقب دوري أبطال العرب، فقد وعد والي سطيف بمنح مبلغ مالية للفريق تقدر بـ 200 مليون وقطع أرضية، علما أنه كان قد قدم منحة قدرت بـ 50 مليون لكل لاعب عندما وصلوا إلى المربع الذهبي.