من اصعب المعادلات

«أرباحهاً طائلة وضحاياها بالملايين
مدير معهد الأورام: 154 مدخناً مصرياً من كل ألف مصاب بالسرطان
د. حمدي السيد: علاج مرضي التدخين يكلف الدولة 5.5 مليون دولار

هي بالفعل معادلة صعبة فشركات التبغ تسعي بكل قوة الي ترويج منتجاتها وتستغل في سبيل ذلك كل الإمكانيات الضخمة وتحقق ارباحا هائلة تصل إلي 4 مليارات جنيه سنوياً وهو ما يصب في النهاية لصالح الاقتصاد الوطني. »

والحقيقة أن علاج هذه الآفة لا يكمن في تعاطي عقاقير الأطباء و إنما يكمن في إيجاد حل للمعادلة التالية:

أرباح الشركات + مداخيل الدول من تحصيل الضرائب – تكاليف العلاج – فقدان الأرواح = ؟؟؟

فهذه المعادلة تحتوي على متغيرات عديدة تتحكم فيها عدة وسائط وصعوبة حلها لا تنحصر في كون عدد المتغيرات لا يساوي عدد المعادلات فقط و لكن الصعوبة الجوهرية تكمن في عاملين اثنين يجب تثبيتهما وهما:

· تعدد الوسائط التي تتحكم في تلك المتغيرات هذا من جهة.

· ومن جهة أخرى أخلاق و طريقة تفكير الطرف الذي يبحث عن الحل، فما قد يعتبر متغيرا مهما بالنسبة لطرف ما قد يكون مهملا بالنسبة للطرف الثاني.

v فبمنظور شركات التبغ المنتجة كطرف يبحث عن الحل يعتبر متغير الأرباح الأكثر أهمية لذلك نجدها تستغل كل الوسائط المتاحة المشروعة و غير المشروعة لزيادة أرباحها فقد تلجأ إلى تخفيض تكاليف الإنتاج بزراعة المواد الخام و بناء المصانع و استغلال اليد العاملة الرخيصة المتوفرة في الدول الفقيرة و استغلال الدعاية الكاذبة لوسائل الإشهار عن طريق الأطفال و الممثلين و الشخصيات ذات التأثير الواسع على الجماهير وقد تلجأ في الكثير من الأحيان إلى عدم التصريح بقيمة الأرباح السنوية من أجل التهرب من الضرائب وتفادي متابعة الدولة و الأدهى و الأمر أنها تنفي وتنكر التأثير السلبي لمنتجات التبغ على صحة السكان سواء كانوا مستهلكين مباشرين أو غير مباشرين و بذلك تنتفي بالنسبة إليهم المسؤولية الأخلاقية و القانونية مما يصعب عملية متابعتهم قضائيا .

v أما بمنظور بعض الدول فان متغير المداخيل الناتجة عن الجباية يعتبر المتغير الأكثر أهمية ولا يمكن التفريط فيه ففي دولة مثل ألمانيا تجبي الحكومة الالمانية نحو 14 مليار يورو سنويا كعائدات لضرائب التبغ أي ما يعادل نحو 1.5 في المئة من الميزانية العامة للبلاد .

فما دامت الشركات تدفع قيمة الضرائب سنويا فلا يهم كيف تمكنت من تحقيق أرباحها ولا قيمة ولا أهمية لتكاليف علاج المصابين ولا قيمة ولا أهمية لأرواحهم !

ولكن بانتشار الوعي بحقيقة التدخين تزايد ضغط السكان و أجبرت بعض الدول على تغيير طريقة تفكيرها فأصبح الفرق بين مداخيلها وتكلفة علاج مواطنيها هو المتغير الأكثر أهمية وخير دليل على ذلك ما حدث ويحدث في محاكم الولايات المتحدة الأمريكية.

فبناءا على نص في القانون الأمريكي يعود إلى عام 1970، ويستهدف التصدي للجريمة المنظمة، والحصول على تعويضات مالية للضحايا على المستوى الفيدرالي.

ففي عام 1998م و بمقتضى تسوية تم التوصل إليها آنذاك بين شركات التبغ و سلطات 46 ولاية، وافقت شركات التبغ في أمريكا على دفع إجمالي تعويضات بلغ في ذلك الوقت 206 مليار دولار.

وفي عام 1999 بدأ التحضير لرفع قضية من طرف وزارة العدل الأمريكية ضد شركات التبغ حيث :

- بلغت تكاليف الإجراءات المتعلقة بها نحو 135 مليون دولار.

- إحتوت الدعوى على 80مليون صفحة من الوثائق.

- أوضحت القاضية (كيسلر) أحد العناصر الأساسية في تلك القضية أن السلطات الأمريكية تسعى للحصول على مبلغ التعويض حتى تعوض الأموال التي أنفقتها على علاج الأمراض ذات الصلة بالتبغ.

- استنادا على التقدير الحكومي تشكل قيمة الفوائد الاقتصادية التي عادت على شركات التبغ280 مليار دولار وهي قيمة التعويضات المطلوبة .



v وسواء بالنسبة للشركات المنتجة أو بالنسبة للحكومات التي تحصل الضرائب تبقى صحة السكان القمح الذي يدور على طرفيه الرحى وعلى السكان الخروج من بينها للنجاة بأنفسهم وذلك بالإقلاع عن تعاطي منتجات التبغ بأنواعها و الحرص على نشر حقيقتها في أوساط المجتمعات .

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii