السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
الفيضانات هى ظاهرة طبيعية تحدث احيانا فى مناطق مختلفة وتسبب خسائر مادية وبشرية ، في كارثة طبيعية .
يصادفها الانسان احيانا كما حدث يوم العيد المبارك 1 اكتوبر 2008 الموافق ل 1 شوال 1429 بعد الصوم والعبادة والتضرع الى الله في شهر رمضان المعظم ،انتظر اهل غرداية يوم العيد بفارغ الصبر ليفرحوا ويكملوا عبادتهم بزيارة الاقارب .
فقض الله على ذلك اليوم ان يكون عيد يدونه التاريخ فى صفحاته ،فقبل ان يفرحوا بذلك اليوم ويدركوه استيقظوا بضجيج الناس ،وصراخ الاطفال ،وفجاة سمعوا خبر دخول ماء عجيب الى وسط ولاية غرداية فهنالك من لم يتوقع اصحابه وصول الماء الى ارجاء المدينة وانتظروا الخبر اليقين والبعض الاخر اخد امتعته وغادر المكان فى اقرب فرصة سنحت له .
وهنالك حضر ملك الموت ليقبض ارواح من كتب عليه ان يموت من الفارين والباقين فى يوم مبارك وسعيدا .
فهنالك حضر البلاء والمصيبة فمنهم من كان بالامس غني واصبح يوم العيد فقيرا عاش حياته ينشئ ويبني ليكسب رزقه من شركة او متجر صغير ذهب ذلك الرزق فى بضعة ثواني . وهي عبارة عن عبرة لمن يعتبر فهنالك من اعتبرها وهنالك من كفر بها قال الله تعالى * عسى ان تكرهوا شئ وهو خيرا لكم *
استيقظت فى ذلك اليوم على ضجيج ابى واخوتي فى النهوض باكرا من غير المعتاد فعرفت انهم يحضروا انفسهم للذهاب الى مسجد لصلاة العيد مثل باقي ايام العيد .
فواصلت نومي الى حوالي الساعة 8 حيث استيقظت مع صوت ابنة خالتي التى طلبت مني النهوض والذهاب الى الى منطقة الواد لكي نتفرج عليه الا ان فى ذلك الوقت لم يصلنا اي خبر على دخول الماء فى اجواء ولايتنا الحبيبة .
خرجنا انا وابنة خالتي للذهاب ولكننا عندما وصلنا كان الواد على غير عادته فى منطقتنا فقد كان قوي الى درجة اننا ظننا انه سيتهدم، فطلب من الرجال العودة الى منازلنا بالسبب الخطر الذي يهادمنا .
رجعت الى المنزل فلم اجد ابي ولا اخوتي سالت امي عنهم فقالت لى انهم ذاهبون الى غرداية بسبب مدخول المياه الذي دخل اليها فقد كان فى الحقيقة امر مؤسف جدا ما حصل عندنا فالامر الاكثر الذي كان يقلقني انه لم يصلني اي خبر عن صديقتي فى ولاية غرداية مع انها تسكن فى منطقة تجري فيها المياه حاولت الاتصال بيها هاتفي الا ان خطوط الهاتف مقطوعة .
فبقينا فى المنزل حائرين على ما حصل لنا فى افضل ايام السنة وهو عيد المبارك . توجهت الى المنزل انتظارا لاي خبر عن والدي او اخوتي فلم يصلنا اي شئ فقد خرجوا فى حوالي السعاة 8 صباحا ولم يعود حتي 4 مساءا .
فبقي ذلك اليوم على حاله كله خوف ورجاء من الله تعالى ان يحفظ كل المسلمين .
شاهدت نشرة اخبارعلى الساعة الواحدة فى الجزائر حيث عرض علينا اجواء اليعد فى مناطق اخري فى الجزائر فقد كان عيد عاديا عندهم يملئه جو من الهناء والطمانيينة والتسامح عكس ما تعانيه غرداية بعد 10 دقائق من اخبار الجزائر فى العيد نتحولت الى اخبار فلسطين وما يحصل لهم فى يوم اليعد من قذف على منازلهم وخوف على حياتهم فعرفت اننا فى رحمة ويجب ان نشكر الله عز وجل على كل شئ .
والحمد لله الان بدات المياه تعود الى مجاريها وذلك بسبب مسعادة الافراد لبعضهم البعض ، والمساعدات التى تصلنا يوميا من مختلف ولاية الوطن ومن خارجها .
هذه هي اجواء اليعد فى غرداية واتمني من الله عزو وجل ان يرحم شهدانا ويصبر اهلم على ذلك وان يعود الى كل من فقد بيته او متجره ان يرزقه الله عز وجل خيرا من ذلك ان شاء الله
اتمني ان ينال اعجابكم
تقبلووا تحياتي .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]