القيام بتحاليل على بول مريض السكري، نجد فيه كميات كبيرة من السكر، وأجسام حمضية تدل على مدى معاناة جسمه من هذا المرض والتي تسبب نحوله المتواصل.
- مرض السكر في تزايد مستمر وبسرعة كبيرة ومخيفة، أكثر من 200 مليون مصاب عبر العالم حاليا.
زاد عدد السكريين من 1994 إلى 2008 بحوالي 100 مليون حالة (110 مليون حالة في 1994) وينتظر أن يبلغ هذا العدد ما يفوق 400 مليون في .2025
إن الإفراط في الأكل بما فيه من دهنيات وسكريات، والسرعة في تناول الوجبة الغذائية والوضعية التي يكون فيها الشخص والطريقة التي تحضّر بها هذه الوجبات... الخ كلها عوامل تساهم في حدوث اضطرابات هضمية وهرمونية وصحية تؤدي إلى ظهور أمراض عديدة ومتفاوتة الخطورة مثل مرض السكر.
إن تناول السكر لا يشكل خطرا مباشرا على صحة الإنسان، وإنما يساهم في إصابة الأعضاء بأضرار غالبا ما تتطور إلى مرض السكر وغيره من الأمراض؛ مثل السمنة التي هي مصدر جميع الأمراض التي تبقى تنمو خفية شيئا فشيئا إلى حد ظهور المرض بجميع أعراضه التي يصعب تداركها والسيطرة عليها حينذاك...
ما هو سبب ظهور مرض السكر؟
- إن السبب الوظيفي في ظهور مرض السكر هو عجز الجسم عن إفراز مادة ضرورية لتحويل السكريات، وهي هرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس، فيصبح الإنسان مصابا بمرض السكر من النوع I الذي يصيب أكثر الشباب والأطفال. أو شذوذ هذا الهرمون المذكور عند البعض فيظهر عندهم مرض السكر من النوع II الذي يصيب أكثر الإنسان المسن. وهذا راجع إلى عوامل وراثية من جهة، وعادات وتصرفات من جهة أخرى.
ماذا يحدث عند المصاب بمرض السكر؟
- لا يتمكن جسم الإنسان المصاب بمرض السكر من استعمال السكريات كما هو الشأن بالنسبة للإنسان الذي هو في صحة جيدة.
فتصبح نسبة السكر في الدم عنده مرتفعة أي تفوت 20,1غ/ل التي تمثل القيمة الطبيعية المقبولة عند الإنسان الذي يقيس نسبة السكر وهو صائم. تضطرب عملية تحويل السكريات عند المريض بالسكري، فيؤدي هذا لا محال إلى اضطراب وظائف مختلف أعضاء الجسم بسبب تأثرها بهذا الفائض من السكريات الذي لا يستوعبه الجسم، نظرا لغياب الأنسولين. هذا من جهة، والنقصان الذي يعيشه الجسم من جهة أخرى، لأن هذه السكريات رغم تواجدها بالزيادة فهي غير مستغلة، فيكون الجسم بحاجة إليها.
فنجد مختلف الأنسجة والخلايا تطلب هذه السكريات التي لا تصلها لأنها لا تمر إلى داخل الخلية، ولا يمكن لهذه الأخيرة الاستفادة منها دون الأنسولين. هذا الأمر المتناقض يؤدي بالإنسان إلى الهلاك إذا غاب العلاج الفوري، بحيث يصبح هذا الأخير يأكل بشراهة لكنه جوعان، ويشرب بكثرة لكنه عطشان، كما يبول بكثرة أيضا لأن جسمه يحاول التخلص من هذه الكميات الضخمة من السكريات المتراكمة، دون تمكنه.
عند القيام بتحاليل على البول، نجد فيه كميات هائلة من السكر وأجسام حمضية تدل على مدى معاناة جسمه من هذا المرض، والتي تسبب نحوله المتواصل.
بينما يستقر المرض وتختفي هذه الأعراض كلها بمجرد تناول الشخص لدوائه واستمراره في ذلك، وإلا عاوده الأمر من جديد، وعادت الأعراض للظهور وتتفاقم، وتزداد المضاعفات التي هي كثيرة كالغنغرينة والتهاب شبكية العين وانسداد الشرايين..الخ.
نصيحة لمرضى السكري
- ينصح الإنسان العادي بحسن اختيار وجباته الغذائية من ناحية النوعية والكمية وطريقة تناولها، وتفادي القلق والضغوطات الاجتماعية. كما ينصح المصاب بمرض السكر الالتزام بالمراقبة الدقيقة لنظامه الغذائي، وتناول دوائه باستمرار، وتفادي الكسل، والقيام بالتحاليل الدموية وزيارة الطبيب بصفة دورية.