لا حديث في أوساط مدينة الدار البيضاء إلا عن النزال التقليدي والكلاسيكو المنتظر بين الوداد والرجاء في نسخته 105، ولا حديث إلا عن الاستفسارات والتكهنات والتحضيرات، وفهم التصريحات لكل الأطراف بداية من المحبين إلى اللاعبين والمدربين والمسيرين وكأنها عرس ألف ليلة وليلة.
وبين الفريقين حاليا رواسب مهمة في الهوية على رقعة التنقيط، إذ الرجاء يعتبر في منظور محبيه الأقوى في الأرقام التي حققها خلال الجولات الأخيرة بخمس انتصارات وتعادل واحد، وبأقوى حالات الإبهار والانتفاضة عكس الوداد الذي لازال يغبن نفسه بضياع نقط كان بعضها بأخطاء قانونية وأخرى نابعة من ظلم تحكيمي وانعكاس حقيقي على معنويات اللاعبين بعد لقاء الجيش والوداد في لقاء أفسده الحكم عبد الله العاشيري بتظلم واضح على الوداد.
وأمام هذه المقاربات المختلفة بين رجاء منتفضة ووداد مؤمنة بقضاء الظلم تتأرجح القمة تحت وطأة الأرقام التاريخية أولا، علما أن الرجاء تعتبر أكثر حظا بالفوز على الوداد (30 مباراة) مقابل (25 مباراة) للوداد.
لكن حظ الوداد يبدو أقوى خلال الموسمين الأخيرين حين كان حجر عثرة للرجاء في ثلاث مباريات فاز بها ذهابا عام 2007 بهدف نظيف ثم فاز أيضا على الرجاء ذهابا وإيابا خلال الموسم الماضي 2008 (2ـ0) (1ـ0)، ما يعني أن الوداد كان قاتل أفراح الرجاء في الموسمين المذكورين دون معرفة من سيكون صانع الأفراح حاليا أمام هاجس المقارنة النفسية والرقمية للفريقين.
ويعتبر دخول بادو الزاكي تجربة الديربي التقليدي كمدير فني للوداد الذي لعب له كحارس رسمي في الثمانينات بالأول من نوعه كمدرب يلعب القمة على هواجس مختلفة في إستراتيجية اللعب أولا، ثم هواجس الجماهير الملونة بحب الأخضر والأحمر، وأخيرا بعامل النتائج ووضعية الفريقين، وهي قمة ملعوبة بين طرفين يعتبران قطب الكرة المغربية في نزالاتها المعروفة بحرارة الكرة والإمتياز والمهارة والنتيجة لكل طرف.
وعلى ضوء هذه القمة، اتخذت السلطات الأمنية بالدار البيضاء كل الاحتياطات اللازمة لمرور الحدث على نحو آمن بتجنيد كل الطاقات الأمنية إن على مستوى الشوارع المختلفة أو على مستوى التنظيم الهيكلي لمحاور المركب الرئيسي، واستنفار القوة الأمنية بالمركب للتدخل السريع وقت أحدث الشغب.