إن لم يكن من وفاق ففراق ..
مررت يوما على نفسي فوجدتها
تحيا حياة لم تكن تحياها
وقفت برهة ثم بدأت أسألها
عنها ... فقالت : أنت لست من يسأل
وأنا لست من يجيب
فراق الهواء أهون من فراق الحبيب ..
ثم طفقت تتكلم
في حين بدأت أتألم ..
عني القمر قد رحــــل
وأشرفت شمسي أن تغيب ..
أبحث عن من يداويها
بعد ما كنت الطبيب
مررت يوما على نفسي فوجدتها
تكاد تجهل من لها سنـــدا ..
ومن لها ... لداً ...
هل يتجرأ دمعي والحنين
سؤالها أين السنين
أين جبال الآمال الراسيات
أم باتت كقلبي الحزين
هون عليك فما دامت
ولا صفت ...
يوماً لجمع آخرين ..
تركوا الغروب بلونه
وزوابع البحر وكونه
حين تبعثرت حبيبات الرمل
وعاشوا طقوس العاشقين
ثم سكتت حيرة لتقول :
كم أتمنى لو أن الأرض تنشق لتبلعني
ولكني أخشى من جوف الأرض
أن يرفضني
ومن دنياي الجديدة أن تندبني
فيضيق العمر برحابه
بعدما عشت عمراً ليس عمري
أتت ساعة الفراق لتقتلني
****
سئمت حديثا بين الضباب
أبحث عن مصباحي المضيء
سوف لن يبقيني حالي طويلاً
فبعد الهواء العليل يتطاير جسمي العليل
أفكر كثيراً بالعودة .. ولكن إلى أين !!
إلى أين وقد بقي القليل
وضاع من يدي الدليل
الذي طالما كان يقف بجانبي
وبطريقة أو بأخرى يمشي أمامي
ليدلني على الطريق المستقيم
رغم اعوجاج الطرق
وكثرة المفارق
كان دائما مرشدي الأول ..
تراه هل بات اليوم سبب
انحيادي عن الطريق
وتقطع أوصالي
ونفسي الطليق
وتشرذم أفكاري
لتتشبث بكل حسن وسيء
بكل جذع وسراب
نعم فذاك هو حال الأحباب
اذا ما تجمع الضباب
وباتت الرؤية كاللارؤية
حيث انقشعت الآمال
وتبعثرت حروفها
فتكونت الآلام ..
كم هو من فرق عميق
بين حروف الكلمات
حين تكون المعاني والجمل
تشعرك بالممات
وتارة بالأمل ..
فما الذي يحيك
بعد سنين طويلة
وأوقات يحسدك عليها الحسود
وغير الحسود ..
ويحرك دمي الركيك
القانط بين منتجع الجروح . .
سوى الذي أحياك
من قبل ولم يهوى سواك