ولدي
أأمام عيني تُقتلُ قهرَاً
والصبر ينادي أَن أتحمَّلْ
وأُرافِقُ كَفنك حيثُ القبْرِ
وقاتلك أمامي بقتلك يتدلَّلْ
أيا حُرَّاً تموتُ على أرضك
وتأبى العيش على أن تتذلَّلْ
تبكيك العين ياولدي
وأنظُرُ وجهك ياراحلاً وأتأمَّلْ
والوجعُ يُمزِّق أحشائي
والموت إِلى قلبي يتسلَّلْ
ولدي .. ها قَد رحلت ..
وبدموعي أغسلُ وجهي وأتجَمَّلْ
وأكتُمُ كَمدي وأحضن حزني
وأدعو رَبِّي ..
رَبِّي .. هبني أَن أتحمَّلْ
فقيدي
منذ رحيلك وأنا أنهار
منذ رحيلك
وأنا أتألمُ بِاستمرارْ
أبكي بدل الدمع دماءً
تَقْطُرُ مني كالأمطارْ
منذ رحيلك والحزن ردائي
ولدي ..
كيف خلت منك الدارْ
من يشعُرُني
ومن يبكيني
ومن يحمل عنِّي قهرَ أنيني
من يُطفىء تلك النارْ
ولدي .. أراني بِرَحِيلك
ألقى الإحتضارْ
فقيدي
ثيابك تسألُ عنك
وفراشُك يبكي علَيك
ورفاقك دوماً بِالبيتِ
يُعانون الشوق إِليك
أتأمَّل فيهم ..
أَيديهم تبحثُ عن كَفَّيك
أعيُنهم تتفقد أخويك
يعانون الشوق
لنظرة عينيك
يبكون رحيلك
يبكون الكلمة
كَانت تخرج من شفتيك
فقيدي ..
أقلامك .. أوراقك
تشتَاقك من رأسك
حتي قَدميك
ولدي ..
كنتَ تنامُ الليل بِحُضني
واليوم تنامُ بِحُضنِ كَفنْ
يَلْتَحِفُكَ قَبْرٌ يأويك
ومَلأ الحُزنُ القلبَ وَهَنْ
بِاللهِ .. طمئن فؤادي
أسمعت ندائي ؟
أسمعت رثائي ؟
وهل يكفي عليك الحُزنُ زَمَنْ
أيا ردائي الأسوَدَ لا تلمني
سَأُبقي عليك اليومَ وغَدَاً
سرَّاً وعلنْ
لن يكف لولدي أَيّ شَجنْ
ولدي ..
من يُؤنسُنِي ؟..
من يلمسُ بالقلب المأساة
من يحضُنني ؟..
وَيُدفىء صدري
كَيف أَرْسُمُ بعدك
بَسمات الشِّفاه
ربِّي ومولاي
قَد كنتُ لولدي مأواه
قَد كنتُ دواءً
لجروح توجع حناياه
قد كنتُ غطاءً فى البردِ
وبَردَاً فى الحَرِّ
وأحملُ عنهُ قهر شقاه
ربِّي ..
أشتاقُ لرُؤياه
ربِّي ..
طمئن قلبي عليه
وأرني بمنامي إَيَّاه
وصبِّر قلبِي
إِلَى أَن أَلْقاه
...