يتواجد، منذ يوم الجمعة الماضي، عامر الشاذلي لاعب ماينز الألماني بالجزائر، لقضاء أسبوع بين أهله وذويه. وقد استغلت ''الخبر'' الفرصة لمعرفة آخر أخباره وعلاقته بالمنتخب الوطني. وهو اللقاء الذي تم باللهجة الجزائرية، وذلك بطلب من اللاعب نفسه، الذي أبدى رصانة كبيرة ونضجا واضحا في تعامله مع لعبة سؤال جواب.
في الوقت الذي يفضل الكثير من اللاعبين قضاء أيام عطلتهم في منتجعات مشهورة فضلت أنت قرية العشاش الحدودية، فما السر في ذلك؟
بداية يجب أن أوضح نقطة مهمة بالنسبة لي، لأؤكد لكم بأنّ تواجدي بالجزائر بالنسبة إليّ واجب مقدّس، ولا يدخل في فلسفة العطل، حيث إنّ تواجدي بالجزائر يتم بشكل مستمر تقريبا ولم أقطع الصلة أبدا ببلادي، والعطلة التي سأستفيد منها ستكون بعد الزيارة التي ستقودني إلى العديد من مناطق الجزائر وزيارة الأهل والأحباب هنا بالجزائر، لأعود يوم الجمعة المقبل إلى فركنفوت، وبعدها سأقرر الوجهة التي سأقضى فيها عطلتي والتي قد تكون مصر.
هل هي الصدف التي حملتك على اختيار مصر؟
أصدقكم القول، لا علاقة باختيار مصر للمواجهة التي ستجمعنا بالمنتخب المصري في 7 من هذا الشهر، وقد أغيّر وجهتي لأنّ الأمر غير مفصول فيه بشكل نهائي ويمكنني تغيير وجهتي في أي لحظة، خاصة وأنّ تاريخ استئناف التحضيرات مبرمج ليوم 24 جوان المقبل.
لم يشفع لك صعود فريقك ماينز إلى القسم الأول لدى المدرب الوطني رابح سعدان الذي لم يوجه لك الدعوة...
شكرا لكم على هذا السؤال لأنكم ستسمحون لي بتوضيح موقفى من هذه المسألة جيدا..
تفضل..
أنا لاعب محترف خارج وداخل الميدان، وهو ما يعنى أنّني أتقبل جميع قرارات المدربين الذين تعاملت معهم وسأتعامل معهم في المستقبل إن شاء الله. وبناء على هذا الفكر فأنا في خدمة الطاقم الفني، وما يهمني هو العمل بجد خلال الحصص التدريبية وفقط. وعليه فأنا جد مقتنع بقرار المدرب الوطني إذا لم يوجه لي الدعوة للمشاركة في مختلف تربصات المنتخب الوطني، إذا كان يرى بأننّي لا أقدم أي فائدة للخضر، لأنّ المنتخب الوطني ليس مؤسسة خيرية، ولا مجال فيها للمجاملات والمحاباة، والذي يُستدعى لحمل الألوان الوطنية يجب أن يقدّم قيمة مضافة للتشكيلة الوطنية وإلاّ فمن الأحسن أن يبقى في بيته. وبما أنّ السيد رابح سعدان يرى بأنه لا يمكنني في الوقت الراهن تقديم أي خدمة للتشكيلة التي يشرف عليها، فأنا أحترم قراراته بكل احترافية. والشيء الوحيد الذي يحزّ في نفسي هو عدم تكليف أي أحد من المسؤولين في الاتحادية أو الطاقم الفني نفسه حمل الهاتف ليسأل عن أحوالي بعد الإصابة التي تعرضت إليها مع فريقي. والوحيد الذي كلمني كان السيّد شنيوني، وكلمني عن أمور لا تخص حالتي الصحية.
معاملة سعدان تختلف كلية عن المعاملة التي تلقاها من قبل مدربك في ماينز، أليس كذلك؟
الأمر يختلف تماما ولا مجال للمقارنة، ففي ماينز أحظى باحترام وتقدير الجميع بمن فيهم المدرب الذي يعتمد على خدماتي في التكتيك الذي ينتهجه وأعد إحدى أوراقه الرابحة، ولا يمكنكم تصوّر الحسرة التي انتابته عندما تعرضت إلى إصابة حرمتني من المنافسة لأكثر من ثلاثة أشهر، بدليل اتخاذه قرار إدماجي مع الفريق المحترف الأول مجرد أن انتهيت من عملية الترويض، وهو ما يتنافى وعادات الأندية المحترفة التي تجبرك على المرور عبر الفريق الثاني لفرقها. والحمد لله كنت عند حسن ظنه وأنهيت الموسم بأداء جيّد على الرغم من أنّ أدائي قبل الإصابة كان أحسن بكثير.
المهم أنك ساهمت في تحقيق صعود فريقك إلى القسم الأول، واحتفلت بذلك برفع الراية الوطنية.
لقد حققنا المهم بصعودنا إلى القسم الأول وبلوغنا المربع الذهبي في منافسة الكأس، وهو إنجاز مهم بالنسبة لفريق مثل ماينز. أمّا على المستوى الشخصي، فقد سجلت هدفين وكنت وراء 5 تمريرات حاسمة كما شاركت في 14 مباراة كاملة، ولولا الإصابة لكانت الإحصاءات أفضل. أمّا عن حمل الراية الوطنية فهو سلوك لا شعوري وإحساس بالانتماء لبلدك خاصة عندما تكون مغتربا.
وهل ستبقى مع ماينز؟
عقدي لازال ممتدا مع ماينز لموسم آخر، وفي الوقت الحالي لا أملك أيّ رغبة في تغيير وجهتي، بالنظر للاحترام الذي ألقاه من قبل الجميع هناك وكذا للثقة التي أحظى بها من قبل الطاقم الفني، إضافة إلى أنّ مدينة ماينز لا تبعد سوى ساعة ونصف عن مقر إقامة عائلتي بفرنسا. وعليه فإن الاستقرار جد مهم بالنسبة إلي. ويبقى كل شيء ممكن في عالم الاحتراف.
هل تربطك علاقة ببعض لاعبي المنتخب الوطني؟
بالطبع، خاصة مع مطمور الذي تعرفت عليه عن طريق بعض الأصدقاء وبلحاج نذير وبوزيد إسماعيل، حيث نتبادل الزيارات فيما بيننا، وبوزيد إسماعيل يعد أحد أفراد العائلة.
وهل ستتابع مباراة الجزائر مصر؟
وهل هناك جزائري يسمح لنفسه بعدم مشاهدة تلك المباراة، بالطبع سأتابعها وأتمنى من صميم قلبي أن يكون جل اللاعبين في أحسن أحوالهم وتحقيق نصر لرسم الابتسامة على محيا كل الجزائرين. ف. ز