الإعلام المصري يعترف ضمنيا بتخوّفه من ''الخضر''

لم يتذكّر العروبة إلا سنة 2002 مضطرّا
الإعلام المصري يعترف ضمنيا بتخوّفه من ''الخضر''

<table dir=ltr height=1 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=183 align=right border=0><tr><td vAlign=top><table cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><tr><td bgColor=#ffffff> الإعلام المصري يعترف ضمنيا بتخوّفه من ''الخضر'' Algerie_copy

الإعلام المصري يعترف ضمنيا بتخوّفه من ''الخضر'' Algerie_copy

</TD>
<td vAlign=top align=left width=7 background=../images/images_contour/blanc/img-ombre-bkg-droite.jpg> الإعلام المصري يعترف ضمنيا بتخوّفه من ''الخضر'' Img-ombre-haut-droit

</TD></TR>
<tr><td vAlign=top align=left background=../images/images_contour/blanc/img-ombre-bkg-bas.jpg height=7> الإعلام المصري يعترف ضمنيا بتخوّفه من ''الخضر'' Img-ombre-bas-gauche

</TD>
<td vAlign=top align=left> الإعلام المصري يعترف ضمنيا بتخوّفه من ''الخضر'' Img-ombre-bas-droit

</TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>

يلعب الإعلام المصري الرياضي دورا بارزا في شحن بطّاريات لاعبي المنتخب المصري وكل الجماهير الرياضية المصرية، ويقدّم، قبل كل موعد كروي هام لـ''الفراعنة''، صورة إيجابية عن المنتخب، إلى درجة يخيّل لكل متتبع بأن نتيجة المباراة قد تصنعها الصحافة على اختلاف أنواعها، قبل الميدان.
والغريب في أمر الصحافة المصرية بأنها تصعّد من لهجتها وتصبّ النار على الزيت كلّما تعلّق الأمر بمباراة منتخبها أمام المنتخب الجزائري، وتستغلّ الحساسية الموجودة بين المنتخبين، لتجعل من موعد الجزائر موعدا حاسما لها، وتعترف ضمنيا، من خلال كتاباتها وتحاليلها بأن هاجس ''الفراعنة'' هم ''الخضر'' ولا غير سواهم، على الرغم من الهزّات التي لحقت بالكرة الجزائرية في العشرية الأخيرة. وإذا كانت بعض المباريات بين المنتخبين المصري والجزائري كانت فعلا مواعيد حاسمة، استوجب من خلالها خوض ''حرب'' إعلامية لضمان تأشيرة التأهّل، على غرار موعد الدور الأخير من تصفيات الألعاب الأولمبية لسنة 1984 بلوس أنجلس ومونديال إيطاليا سنة 1990، وترتّب عن ذلك مواجهات عنيفة بين لاعبي الفريقين في المناسبتين، فإن مباريات أخرى بين المنتخبين الجزائري والمصري، لم تكن حاسمة بنفس الدرجة، ومع ذلك، تناول المصريون بإسهاب كل ما يتعلّق بالمنتخب الجزائري ووضعوه تحت المجهر وتم تشريحه لمعرفة مكمن قوة وضعف المنتخب الجزائري، ليتم تقديمه للجمهور المصري على أن المنتخب الجزائري هو المنافس المباشر لـ''الفراعنة''.
الإعلام المصري ينسى أو يتناسى خلال الأشهر الأخيرة بأن الأمر يتعلّق بمواجهة بين منتخب نال مرتين على التوالي لقب بطولة إفريقيا للأمم، ومنتخب آخر غاب عن ذات الدورتين النهائيتين، كما ينسى المصريون أو يتناسون بأن التنافس على تأشيرة التأهّل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، محل صراع بين أربع منتخبات وليس منتخبين فقط، حيث غاب عن حديث الصحافة المصرية اليوم، ما تم تناوله قبل ثماني سنوات، حين وجد منتخب ''الفراعنة'' نفسه مجبرا على التفاوض عن تأشيرة مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان من ملعب 19 ماي 1956 بعنّابة.
ونتذكّر جميعا بأن الإعلام المصري، خلال مباراة الذهاب بين المنتخبين المصري والجزائري بـ''ستاد القاهرة'' التي انتهت بنتيجة 5/2 لمصر، قد مجّد تألق هذا المنتخب، وهو أمر مشروع، وجعلت الخماسية المصريين في عالم آخر، وقالوا، مثلما يقولون دائما في نشوة الانتصارات، ''بص، شوف، مصر بتعمل إيه''، أو ''يا رب، النصر لمصر'' وغير ذلك. الإعلام المصري يسعى قدر الإمكان تقديم أفضل صورة عن المنتخب، ويغض الطرف قدر الإمكان عن الضغط النفسي الكبير الممارس على المنافسين، حتى العرب منهم، ولم نقف إلاّ مرة واحدة عن تغيّر ''تاريخي'' في خطاب الإعلام المصري بشأن ''الخضر'' وأنصاره، وحدث ذلك في مباراة الإياب لمونديال 2002، وكانت الأخيرة للمجموعة وحاسمة بين المنتخبين، وجرت بملعب 19 ماي 1956 بعنّابة، فأصبح هذا الإعلام ''الشرس'' ضد الجزائريين، يغازل ''الخضر'' ويذكّره ''مضطرّا'' بالعروبة والإسلام وواجب التعاون العربي، وبأن بلوغ مصر المونديال هو شرف للجزائر العربية.
ومن غرائب الإعلام المصري بأنه استغرب دواعي مطالبة الجمهور الجزائري وقتها بضرورة ''احترام أخلاقيات اللّعبة''، من خلال عدم التساهل مع منتخب مصر على حساب منتخب السنغال المتأهّل تلك السنة إلى المونديال، وبعد نهاية المباراة بالتعادل التي لم تخدم المصريين طبعا، اندثرت عبارات العروبة والأخوّة والوحدة من قاموس هذا الإعلام وراح ينتقد الجزائريين، مثلما عهدوه منذ سنوات.
ولم يفت الإعلام المصري، الذي تهكّم من دموع المدرّب الوطني رابح سعدان، أن يضيف ''مضطرا'' إلى قاموسه مصطلح ''الحرامي'' بعدما ألحق حسين آشيو الهزيمة بمنتخبهم سنة 2004 في نهائيات كأس أمم إفريقيا بتونس، وقد عاد ''الحرامي'' اليوم ومعه الحارس الونّاس قاواوي و''الشيخ'' سعدان، وترسانة جديدة من اللاّعبين الجزائريين من أجل إثراء قاموس الصحافة المصرية بالمفردات التي ستسيل دموع الإعلام المصري بدلا من حبر أقلامهم، لعلّ ذلك يجعلهم يقدّرون دموع الرجال.

» كأس العلم ميسي يعترف بصعوبة ألمانيا
» وسائل الإعلام
» دروس في الإعلام الآلي
» أنبي المصري غدا بسطيف
» الأهلي المصري يضم موهبة جزائرية