لمن ستكون المفخرة؟
ومن سيحمل في الغد المبخرة؟
وكل هذا التهويل
والتهليل
والتزمير والتطبيل
نهايته كما عهدنا دوما ظلمة المقبرة.
دعونا من فضلكم
فالشعب قد خبركم
وخبر ألاعيبكم
ولن تنطلي عليه هذه المنظرة.
فالمظلوم
لا يسأل عن ثمن الزيت
لا يسأل عن جودة الزيت
فقد صار هو من تعصره المعصرة.
كفى حملات كفى كذبا
كفى شعارات
أوقفوا هذه المسخرة.
لن نُصدِّقكم أبدا
ولن نَصدُقكم أبدا
ولن تتخذوا من أصواتنا قنطرة.
اجمعوا صور إشهاركم
وابلعوا حروف أشعاركم
ولموا كل هذه الوعود المبعثرة.
قد خبرناكم مرارا
وجربناكم تكرارا
كما جربت عبس في الشديدة عنترة .
لكنكم خنتم عهدكم لنا
و في الشدة قمتم ضدنا
وصرختم في وجهنا بملء الحنجرة .
وكأننا نحن السبب في المجزرة .
نعم أنتم يا شجعان الميسرة .
يا أبطالا من ورق
تتبارى بحثا لعدونا عن
الذريعة المناسبة
لدماءنا المهدرة .
زورا تدعون الجهود
وكل جهودكم خائرة
لغياب المقدرة .
دعوا هذا الشعب وصحبه
دعوه يعرف حقا ربه
كي تروا حقا انتصاراته المظفرة .
يا مدعين نبل الخصال
و راقصين على الحبال
وهازمين الواقع في الخيال
لن تسمعوا منا أبدا قولة معذرة .
لا في الدنيا ولا في الآخرة .
أنتم من أوصلتمونا إلى الحضيض
ووضعتم بيننا وبينكم
خط الفقر مسطرة .
فقدتم ثقتنا
وفقدنا فيكم كل أمل
فغضوا أصواتكم المنكرة .
دونكم
هذه الصحف
والمجلات
والإذاعات
فاتخذوها لوعودكم الطازجة طنجرة .
فإن هي احترقت
من شدة غيظها
كما احترقت أعصابنا يوم عدتم القهقرى
فاستبدلوا لونكم بآخر
واستبدلوا الأقلام والمحبرة .
وقولوا قولا سديدا
ووكلوا عنكم رشيدا
ومنا ومن أجدادنا اطلبوا المغفرة .