ســأرحــل
ستكون هذه السطور آخر ما أكتب باسمك...
ستكون منهيةً لما بيني وبينك...
ستكون مكملةً لحكايتنا الوليده...
التي صعُب على البشر جعلها رشيده...
...لأنني ســأرحــل....
ســأرحــل
تاركةً ورائي كل الذِّكريات...
تاركةً كل الأحلام والآمال والأمنيات...
ســأرحــل
مغلقةً الباب ورائي...
حاملةً الذِّّكرى دائي ودوائي...
أعرف أنَّه ليس من حقّي أن أنهي الحكايه...
لكنه من حقّي أن أتظاهر بأنَّ هذه النهايه...
هي من اختياري......
لأنَّني علمت أنَّ قدري قد غيَّر لي مساري...
عليََّ أن أحتفظ بلهفتي وناري...
عليََّ أن أكتم الألم في قلبي...
أن أحبس الدمع في جفني...
أن أجعل الصَّمت من طبعي...
أن أجعل للمشاعر قيداً لا يكسر...
أن أجعل للحلم طيفاً لا يرحل...
فالحب في قلبي جنين لا يولد...
والحنين والمشاعر والأشواق كالثَلج المجمََّد...
عليََّ أن أكون كالصََّخرة في قوََّتي وصلابتي...
كالوردة في جمال مظهري...
كالطِّفل في برائتي...
والكهل في خبرتي...
...أعرف أنَّك ستلومني على ما أقول...
...أعرف أنَّك ستبدأ بالشَّك والظُّنون...
...فلم أعد من تعرف...
...ولم أعد من أكون...
ولكن عليك أن تعلم أنَّ ما في قلبي من ألم وحزن وهموم...
هو نتاج دمار سبََّبه هذا الزَّمن المجنون...
عليك أن تعلم أنَّنا نعيش في زمنٍ...
سادت فيه المصالح...
في زمنٍ دون ملامح...
المال فيه سيِّد كل عبد...
وأبرُّ عبدٍ من كان بالظّـلم أشد...
الظالم فيه هو الحاكم والجلاََّد...
هو من ساد وبالظُّـلم جاد...
في زمنٍ يخلو من الأمان...
الصِّدق فيه صار كان...
وكتاب حبٍ عنوانه الخيانه...
الوعد والوفاء فيه أمانه...
الطِّيب فيه ذلٌ ومهانه...
في زمنٍ بدِّلت في القيم...
المال والمنصب في الأهم...
لمثلنا لا مكان بين تلك الأمم...
فإما الرَّحيل......
أو التخلُّق بتلك الشِّيم...
علينا أن نطيع القدر...
وننهي حكايتنا بحكم البشر...
عليََّ الرَّحيل......
ويبقى الثَّمن......
بقائي وحيده بغربة زمن..