في أجواء مفعمة بجلد الذات والصراحة غير المألوفة، بدأت في الجزائر، منذ أول من أمس، «جلسات لإصلاح الكرة الوطنية» بمشاركة عدد من الفاعلين بالمشهد الكروي الجزائري يتقدمهم بعض نجوم منتخب 1982 و «الأب الروحي» للكرة الجزائرية رشيد مخلوفي في خطوة تهدف إلى وضع اليد على جرح الكرة الجزائرية الغائر والبحث عن علاج.
وتشرف على الجلسات وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع اتحاد الكرة.
وهي المرة الثانية التي يقيم فيها الاتحاد جلسات للكرة بعد محاولة أولى لاتحاد الكرة في عهد رئيسه السابق رشيد حرايق (1994) الذي اغتيل لاحقاً من طرف الإرهاب. وغاب عن الحضور رابح ماجر ومحمد روراوة والمدير التقني للمنتخبات الجزائرية الألماني بيتر شنيتغر.
وقال وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، الذي اشرف على أشغال الافتتاح، إن «كرة القدم الجزائرية أصبحت محل تساؤلات مشروعة من طرف الرأي العام بسبب ما يدور فيها وحولها من تجاوزات وممارسات شائنة»، لكنه شدد على أنه «حان الوقت لتضافر جهود الجميع في مسار النهوض بالرياضة الوطنية خصوصاً كرة القدم التي تجر كل أسبوع عشرات الآلاف من الشباب إلى الملاعب».
وأضاف أنه «حان الأوان لجمع الشمل والرجوع إلى المعايير المؤسسة للرياضة في إطار القيم الأولمبية».
وتشكو الكرة الجزائرية ليس تدني مستواها ونزولها إلى الصف المئة عالمياً فحسب، بل إنها أصيبت بمقتل في السنوات الأخيرة عندما تحولت إلى هدف يتربص بها أصحاب الشنط والأموال والمحترفين ببيع وشراء المباريات من دون إيلاء للضمير والأخلاق الرياضية أهمية.
وفي مقابل اعترافه بعدد من سلبيات الكرة الجزائرية كوجود «150 ألف إجازة لعب فقط» و «قلة عدد اللاعبين النشطين بالمستوى العالي (900 لاعب فقط)» وكذا وهو المهم «فوز المنتخب الأول بـ30 في المئة فقط بنتائج مبارياته الدولية خلال السبع سنوات الأخيرة في مقابل خسارته لـ35 في المئة منها»، لاحظ الوزير أنه متاح اليوم ليس النهوض بمسار الكرة الجزائرية فحسب بل، يضيف، جعل من الجزائر أمة كبيرة في عالم الكرة، وذلك انطلاقاً من العوامل الإيجابية للكرة الجزائرية. وعدد بينها «وجود نحو 11 مليون و800 ألف شاب ما بين 9 و25 سنة ما يمثل 35 في المئة من التركيبة السكانية» المقدرة حالياً نحو 36 مليون نسمة، ونحو «380 ألف لاعب بين 9 و14 سنة» و»1300 ملعب» و»2800 حكم ومراقب بينهم 14 حكماً دولياً و195 حكماً فيديرالياً» و»أكثر من 6 آلاف مدرب بينهم أكثر من 2150 تخرجوا من المعاهد الرياضية المتخصصة».
ولاحظت «الحياة» بعين المكان استخفاف بعض الفاعلين بالمشهد الكروي في الجزائر بأزمة الكرة في ظل غياب أبرز رؤساء أندية الدرجة الأولى ولم يحضر منهم سوى نحو خمسة رؤساء فقط وزعوا، وآخرين بينهم نجوم منتخب 1982 كبلومي وعلي فرقاني وكويسي، على ورشات متخصصة.
وقال أحد الحاضرين، رفض الكشف عن هويته، إنه «لا يتوقع أن تخرج الورشات بشيء ملموس طالما أن المعنيين غائبون عن الحدث»، فيما اقترح أحدهم، متهكماً، توجيه الدعوة لأصحاب «الشنط» لحضور الورشات تلميحاً لظاهرة الرشاوى وترتيب نتائج المباريات التي باتت لازمة الكرة الجزائرية