حالة وفاة كل ستّ ثوان ونصف الثانية في مكان ما من العالم من جراء آفة التدخين، خمسة ملايين حالة مماثلة سنويا حول العالم، 85 % من هذه الحالات سببها سرطان الرئة الناجم عن السجارة، متوسط حياة المدخنين ينقص عمليا بمقدار عشر سنوات مقارنة ببقية الأشخاص غير المدخنين، أكثر من مليار وربع المليار من سكان الكرة الأرضية هم من المدخنين.
هذه ليست مجرد أرقام بل واقع صحي كارثي كشفت عنه مختلف الهيئات والمنظمات الدولية، كارثة تبدأ بأول سيجارة يدخنها الإنسان كتجربة يتوقع أن تُكمل شخصيته ليجد نفسه أمام مادة نيكوتنية يصعب الإقلاع عنها بنفس السهولة التي تعود عليها.
الظاهرة المرضية للتدخين تفاقمت في الجزائر بشكل يدعو إلى ضرورة مكافحة الظاهرة ودق ناقوس الخطر فقد كشف تقرير لوزارة الصحة والسكان أن 15 ألف شخص يموتون سنويا بالجزائر بسبب آفة التدخين.
وأوضح التقرير الذي نشر سنة 2003 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة ظاهرة التدخين، أن 7 آلاف من الضحايا يلقون حتفهم بالسكتة القلبية، و4 آلاف منهم بسرطان القصبة الهوائية، بينما يصاب 4 آلاف بسرطان الحنجرة والعجز التنفسي.
وتشير الإحصائيات التي تضمنها التقرير إلى أن معظم المصابين شباب لا يعون خطورة التدخين ويصاب عدد كبير منهم بارتفاع ضغط الدم أو جلطات في المخ. ظاهرة التدخين وإن لم تصل في الجزائر إلى ما هي عليه في دول المشرق العربي، تبقى بالنسبة للشباب ظاهرة مرضية لا بد من الإشارة إليها. فقد كشفت بعض الإحصائيات لإدارة السياسات السكانية والهجرة التابعة لجامعة الدولة العربية عن الشباب والتدخين أن :
* 40,4 % من الشباب الذكور يدخنون أو حاولوا التدخين.
* التدخين بالنسبة للفتيات مرتبط بالمحرم الاجتماعي لذا لم تظهر أية نسبة ذات دلالة يمكن اعتمادها.
* 42,1 % بالنسبة للشباب المقيم في المناطق الحضرية يدخن.
* 38,0 % من الشباب المقيم في المناطق الريفية يدخن أو حاولوا التدخين.
* متوسط معدل الشباب المدخن 28 سنة، بصرف النظر عن مكان الإقامة، ونسبة المدخنين تزداد بالزيادة في السن.
* نسبة الشباب الذين تقل أعمارهم على 20 سنة تمثل 19,7 % من مجموع العينة المدروسة.
* المدخنون من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و24 سنة يشكلون نصف العينة 50,4 %. * النسبة الأكبر سجلت بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 28 سنة