حوار الواقع و الخيال ..
الخيال : لا أدري لما يسيطر عليك التشاؤم .. لا أدري لما يغلب على وجهك كل هذا الشحوب ..
الواقع : وهل أملك أنا نفسي !!؟؟ .. كم أحسدك كثيراً .. وأنا أراك وأنت تحلق في السماء دون قيد وبلا أغلال .. أما أنا فتحكمني قوانين لست أستطيع أن أخترقها إلا بشق الأنفس .... (و بسخرية ) : أن استطعت ..
الخيال : مهلا ما كل هذا التشاؤم !!؟؟
الواقع ( وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة متألمة ) : كم أحسدك على تفاؤلك ..
الخيال : وما الذي يعكر مزاجك ؟؟!! ولما كل هذا ؟! ..
الواقع : يعكر مزاجي واقعي الذي يحدث .. والحقيقة التي أعيش فيها ..
الخيال : وما تلك الحقيقة ؟! وما ذلك الواقع ؟!
الواقع : الواقع أني أرى كل شيئا في انحدار( كجلمود صخرا حطه السيل من عل ) ..
الخيال : وعن أي انحداراً تتحدث ؟!
الواقع : كل شيء ..
الخيال : مثلاً ..
الواقع : واقع الأمة .. حاضرها .. ومستقبلها ..
الخيال : ما به !!
الواقع : ألا ترى بعينيك !!
الخيال : حسنا .. ربما هو سيئ الآن .. لكن إلا ترى أن المستقبل مشرق ..
ثم أنظر إلى التطور الذي يحدث في هذه الأمة .. إلا ترى عدد المتخرجين في كافة الجامعات .. ألا ترى الجيل الجديد من الحكام العرب ..ألم ترى تلك السياسة الحكيمة التي تسيطر على أمتنا والتي تؤمن بالإصلاح بدلا ن تلك الحركات الهوجاء .. ألا ترى فكرة المصالحة التي تسيطر علي أمتنا .. بدلا من العداء الذي كان يفرقنا .. وأن كان يزعجك تلك القيود على حرية التعبير .. فأمامك الإنترنت تقول فيه ما تريد دون رقيب أو حسيب !! وأن كان يزعجك وجود إسرائيل .. فصبراً فلن تمر خمسين سنة إلا وتزول إسرائيل من الوجود .. أصبح عددنا 300 مليون .. فهل لا نستطيع أن نزيلها !!
ألم أقل لك أن المستقبل مشرق ..
الواقع ( وبسخرية ) : وأنا بدوري ألم أقل لك أني ( أحسدك كثيراً وأنا أراك وأنت تحلق في السماء دون قيد وبلا أغلال ) ...
عن أي مستقبل مشرق تتحدث !!!! .
فمتخرجي الجامعات بلا عمل .. وبعض علماءنا قد فر من عالمنا الأحمق .. وما الفرق بين حكام الأمس واليوم .. الكل في طغيانهم يعمهون .. وأي حكمة تلك التي تسيطر علينا وما قصة ذلك الإصلاح الذي لا نراه .. وأي مصالحة والعداء موجودا بيننا ورغم ما يحدث لفلسطين ..
أما عن الإنترنت فقد أصبح موقعا للنباح على بعض .. وأخاف أن نزول من الوجود بعداوتنا وكرهنا لبعضنا .. وتخلفنا وضعفنا ..
الخيال : لا زال يغلبك التشاؤم !!؟؟
الواقع : بل هو الواقع بعيداً عن الخيال ..
الخيال : وما يزعجك ومصير الأمة ..
أليس هناك من هم مكلفين بها غيرك ..
الواقع : خلقت هكذا صاحب قلبا يأسوا على هذه الأمة ..
الخيال : للبيت رباً يحميه .. ولكن ماذا عنك .. وماذا يشغلك ..
الواقع : حال الأمة ينطبق وحالي ..
الواقع سيئ وما أكثر المشاكل التي تحيط بنا وما أكثر ما يقع لنا من طعنات
وما أكثر ما نعانيه من صعاب .. و ما أكثر مما تمنيت ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. وستجد أمامك عقبات وأي عقبات ..
وتجد أعداء لا تدري ما سبب ذلك العداء .. وتجد أناسا يحكمون للحكم فقط لا غير .. وتجد أموالاً ن جيبك تهدر من غير سبب ..
الخيال : ورغم هذا فأنت أحسن من غيرك .. والمستقبل أمامك نير
الواقع ( وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة صفراء ) و قال : صحيح ..
...